تخطي للذهاب إلى المحتوى

طائر الفينيق ينهض: من زمن الإهمال إلى فجر الأمل الجديد

19 سبتمبر 2025 بواسطة
rkif

على مدى أكثر من 40 عامًا، شكّل معرض رشيد كرامي الدولي شاهدًا على ما كان يمكن أن يكون. فبعد أن أوقفت الحرب الأهلية اللبنانية أعمال البناء فجأة، تُرك هذا الصرح المعماري المميز ليواجه مصيره. لقد هُجر دون صيانة أو هدف واضح. وعلى مرّ العقود، لم تتعرض هياكله الخرسانية الجميلة لعوامل الطبيعة فحسب، بل أيضًا للسرقة والتخريب. فقد جُرِّدت أجزاء من المعرض من موادها القيّمة، بدءًا من الأسلاك الكهربائية والتمديدات الصحية وصولًا إلى الأبواب والنوافذ. وتعرّض نسيج تصميم نيماير للتشويه، حيث خُدشت الجدران وتكسرت الزجاجات. وبات الموقع رمزًا قويًا، وحزينًا، للإهمال.

ومع ذلك، شكّل إدراج المعرض على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2023 نقطة تحوّل محورية. فهذا الاعتراف لم يكن مجرد إقرار بأهميته المعمارية، بل كان نداءً عاجلًا للتحرك. ومع هذا الضوء الدولي الجديد، انبثق موجة متجددة من الأمل. ففي آب 2025، تولّت إدارة جديدة زمام الأمور، تعمل بلا كلل على تأمين الموقع، ومعالجة الأضرار، وبثّ حياة جديدة فيه. إنّه أكثر من مجرد مشروع ترميم؛ إنّه التزام باستعادة جزء حيوي من التراث الثقافي للبنان. واليوم، يسير المعرض على مسار جديد، ومستقبله يبدو أكثر إشراقًا مما كان عليه منذ ما يقارب نصف قرن.